آخر الأخبار
The news is by your side.

أفكار حرة … بقلم: حليم عباس 

أفكار حرة … بقلم: حليم عباس 

السخرية من ضعف القوة العسكرية للحركات المسلحة تعني تكريس القوة العسكرية كمصدر للمشروعية و القوة السياسية.

و في هذا الصدد فإن حميدتي قائد قوات الدعم السريع يكون قد حجز موقعه الآن و لسنوات في الساحة السياسية، ان لم يكن عبر بوابة المجلس العسكري فعبر التمرد.
و اذا استمر هذا النهج في تقدير الوزن السياسي من خلال كم القوة العسكرية على الأرض، فإن الحرب لن تنتهي.

في الحقيقة البشر عموما لا يحترمون الا الأقوياء. نحن البشر حيوانات في الصميم، و تحت القشرة السطحية من الوعي و الثقافة تكمن حقيقتنا الحيوانية الأكثر أساسية.

نتعامل بعقلانية و بواقعية مع القوة، و مع أصحاب القوة. و نتعامل مع من كل من لا يملك ما يكفي من القوة من خلال تلك القشرة السطحية من الوعي و التي تشمل الأخلاق و القيم مثل العدالة و المساواة و الإنسانية و ما الى ذلك، و نتعامل مع الضعفاء بالطبع من خلال الشفقة.

بالنسبة لواقعنا الراهن، فهناك فرصة ما تزال موجودة للتعامل مع القضايا بعقل، ليس من باب الرُقي و التحضُر فحسب، و انما من باب غريزة الحياة الحيوانية نفسها. لأن البديل هو الحرب و سيضطر الجميع في النهاية، بعد تجارب مريرة للرجوع لصوت العقل كرها.

عندما اندلعت ازمة دارفور في البداية كان النظام في الخرطوم ينكر ان هناك تمرد اساسا، و يسفه الحركات و قضاياها. النتيجة كانت جرائم دارفور و تشويه و ضرر كبير في الوجدان الوطني، و مشكلة الدعم السريع و حميدتي !
السبب في ذلك كان نفس العقلية التي تسخر الآن من قدرات الحركات المسلحة العسكرية. قالها النظام السابق من قبل، قال انه لن يفاوض الا من يحمل السلاح، و هذه هي النتيجة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.